الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.

الدكتور/ محمود أحمد عبدالرحمن

رئيس مجلس الإدارة

حضرات السادة المساهمين

يسرني أن أقدم لكم التقرير السنوي لشركة الاتصالات الكويتية (stc) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. يوضح هذا التقرير أداء stc المتميز خلال فترة غير مسبوقة بسبب أزمة كورونا وما تسببت به من تعطيل في الحياة اليومية والضرر الكبير الذي لحق بالعديد من القطاعات نتيجة المخاوف العالمية من حالة عدم اليقين وشبه غياب للتوقعات المستقبلية في هذا الشأن. كما يتطرق هذا التقرير إلى استراتيجية الشركة التي تميزت بانسيابية كبيرة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة المجتمع المحلي على التكيف مع العصر الرقمي الجديد، حيث نجحت stc في تزويد عملائها بأكثر الحلول المبتكرة بالتعاون مع ذراعها المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال solutions by stc. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية على الأسواق العالمية ومختلف الصناعات, استطاعت stc تحقيق إنجازات مالية وتشغيلية تلبي طموحات مساهمي الشركة حيث سجلت صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي.
ومع تفاقم حالة الغموض الاقتصادي والضغوطات المالية, أخذت stc على عاتقها طرح حزمة واسعة من المنتجات التي تلبي طلبات العملاء في تلك الفترة والتي عززت مكانتها في السوق كشركة رائدة في الساحة الرقمية ومجال التكنولوجيا الحديثة نظراً للطلب المتزايد على الخدمات الرقمية في دولة الكويت وجميع أنحاء العالم. كما يعد اقتناص الفرص ووضع الخطط وتطوير الحلول المبتكرة بالإضافة الى تقديم خدمات ابداعية للعملاء من الأسس الاستراتيجية لـ stc منذ تأسيسها في عام 2008. ومن خلال الاستفادة من أوجه التعاون الناتجة عن تكامل الأعمال مع solutions by stc, فإننا حريصون كل الحرص على قيادة وتمكين عملية الرقمنة في المنطقة.

سوق الاتصالات كوفيد- 19

أظهر سوق الاتصالات الكويتي مرونة في مواجة التحديات والمخاطر الاقتصادية من خلال الاضطلاع بدور رئيسي في مساعدة المجتمع المحلي وتلبيه احتياجاته. وعلى مدار فترة تفشي هذا الوباء خلال عام 2020، استخدمت stc أحدث التقنيات العالمية وبذلت قصارى جهدها لتقديم خدمات رقمية مبتكرة من شأنها تلبية جميع متطلبات المجتمع المحلي خلال فترات الإغلاق وحظر التجول وما بعد ذلك. ومع ظهور وزيادة استخدام المنصات الرقمية, تسابق مزود و خدمات الهواتف المحمولة على تقديم المنتجات والخدمات المدعومة من شبكة الجيل الخامس 5G للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على المجتمع الكويتي. ومن ثم، واستجابةً للتحديات والتغيرات التي شهدها الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية, قامت stc بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل العمل عن بعد بالإضافة إلى تمكين التعليم عبر الإنترنت بالإضافة إلى العديد من الخدمات الرقمية والتقنية التي تستهدف العملاء من الأفراد وقطاع الأعمال. ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات التي تميزنا والحاجة الملحة للرقمنة في الوقت الراهن، وسعت stc نطاق منتجاتها وتصاميمها لتتواكب مع التطورات السريعة في خدمات الاتصالات والتكنولوجيا والرقمنة على المستوى العالمي.

خلق قيمة للمساهمين

يتمحور تركيزنا في stc على خلق قيمة للمساهمين من خلال تأسيس نمو طويل الأجل من أرباح مستدامة بالإضافة إلى زيادة إجمالي العائدات التي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. وبدعم من خطط الشركة التي تضمن استمرارية الأعمال، حرصت stc وبشدة على التزامها بالأهداف والقيم المؤسسية مع مراقبة التطورات وإيجاد الحلول بالاضافة الى تعزيز حماس فرق العمل سعياً منها لإحداث تأثير إيجابي ليس فقط على موظفيها وعملائها, بل وأيضاً على المجتمع ككل. وعلى مدار السنوات السابقة، كان أداء stc جلياً من خلال كفاءتها التشغيلية واستقرارها المالي وقوة منتجاتها بالاضافة الى علامتها التجارية المميزة والراسخة في قطاع الاتصالات, والتي نجحت بدورها في توسيع بصمة الشركة في مجال الاتصالات واستقطاب عدد كبير من المستثمرين.

ومنذ بداية الجائحة, تصدرت stc في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة والمتكاملة والتي تستند بدورها على أحدث التطورات التكنولوجية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. فلقد تمكنا من تحقيق نتائج جيدة طوال فترة تفشي الوباء وذلك من خلال اعتماد نموذج تشغيلي مرن, فضلاً عن التحلي بالمرونة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة وتوفير حلول تقنية متقدمة بما يتماشى مع توقعات الحكومة وخطتها المتعلقة بالتباعد الإجتماعي. وسعياً منا لكسب ثقة مساهمينا الكرام، فإننا نتبع مساراً مهنياً يرتقي لأفضل الممارسات العالمية لإظهار قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة في كل من الإيرادات وصافي الأرباح, بالإضافة إلى تعزيز كفاءتنا التشغيلية.

على الرغم من الأزمة التي شهدناها في عام 2020، تمكنت stc من تحقيق إجمالي إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي, كما بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي, مع هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26% ونتيجة لذلك, سجلت stc صافي ربح قدره 32.1 مليون دينار كويتي خلال عام 2020. ومن ناحية أخرى، ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 3.2% لتصل إلى 222.2 مليون دينار كويتي في نهاية عام 2020, حيث بلغت القيمة الدفترية للسهم 445 فلس كويتي. وقد أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 60 فلس للسهم الواحد أي ما يمثل %60 من القيمة الإسمية للسهم وذلك عن عام 2020. علماً بأن هذه التوصية تخضع لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة. جاء هذا القرار بناءً على ثقة stc في القدرة على استمراريتها ومتانة مركزها المالي واستمرار تدفقاتها النقدية خلال فترات الركود الاقتصادي. جاءت هذه النتائج لتعكس قدرة stc على تجاوز التحديات غير المسبوقة والمتمثلة بالوباء العالمي الحالي. كما أظهرت النتائج أيضاً جودة استراتيجية الشركة وتفاني كلا من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين على حد سواء لتحقيق هذه النتائج. كما نحرص في stc على التزامنا الدائم بتحسين جودة منتجاتنا وخدماتنا وعلاقاتنا بعملائنا وكفاءتنا التشغيلية بهدف الحفاظ على مكانتنا السوقية خلال الأوقات العصيبة وتلك المصحوبة بعدم اليقين الاقتصادي بالإضافة إلى التطورات المجتمعية المستمرة.

حوكمة الشركات

تحرص stc على الالتزام بقواعد وأنظمة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة أسواق المال في دولة الكويت والتي تهدف إلى دعم الشفافية وحماية المساهمين وتحسين بيئة عمل الشركة. وتزامناً مع جميع التغييرات الأخيرة التي فرضتها الهيئات التنظيمية فيما يتعلق بالجمعية العامة العادية السنوية وكذلك إفصاحات الآثار المالية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19، حرصت stc على تطبيق جميع القوانين واللوائح والأنظمة التي تتوافق مع قيمها والأسس المهنية التي تقود عملنا لكي تصب في مصلحة مساهمي الشركة. ويوضح تقرير حوكمة الشركات الذي سيتم عرضه في فصل لاحق من هذا التقرير إطار عملنا بمزيد من التفاصيل.

المسؤولية الاجتماعية

تتعامل stc بمهنية عالية مع عملائها وموظفيها ومساهميها والمجتمع المحلي ككل والذين ساهموا بدورهم في بناء نجاح شركتنا. كما نؤمن في stc بواجبنا نحو دعم المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى جانب تعزيز عملياتنا التجارية وحصتنا السوقية. كما تهدف stc من خلال المساهمة في المجتمع الكويتي إلى ترك بصمة إيجابية تلمسها الأجيال المقبلة. ومن باب حرصنا على المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي, أكدت stc تواجدها لتقديم يد العون من خلال الدعم طوال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف تخفيف الآثار السلبية للأزمة الحالية على المجتمع الكويتي. وفي هذا الصدد, ساهمت stc في العديد من المبادرات والأنشطة التي من شأنها دعم الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها وباء كورونا على المجتمع الكويتي. وبالتالي، تعاونت الشركة مع كيانات مختلفة لتقديم الدعم لعدد من المجموعات والقطاعات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك الصحة والرياضة والتعليم وريادة الأعمال. بالإضافة الى ذلك، عملت stc أيضاً جنباً الى جنب مع بعض الجهات الحكومية والشركات الطبية على الوقاية من الأمراض المعدية, واتخاذ العديد من الاحترازات والإجراءات الوقائية وفقاً للإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وكجزء من مبادراتها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات, تبنت stc أعلى معايير السلامة كما غرست ثقافة الأداء بين موظفيها لضمان استمرارهم في تقديم خدمات عالية الجودة إلى جانب حماية عملائها وموظفيها. هذا وقد استثمرت stc خلال عام 2020 بشكل كبير في مواردها البشرية من خلال عقد دورات تدريبية افتراضية طوال فترة الإغلاق وما بعدها. ومنذ ذلك الحين، حرصت stc على ضمان سلامة موظفيها حيث كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت سياسة العمل عن بعد في الكويت وخلق البيئة المناسبة لاستمرارية الأعمال مع الحفاظ على مشاركة فريق العمل من خلال عقد مؤتمرات افتراضية وإرسال استطلاعات رأي بشكل مستمر.

امتثالاً لتوجيهات حكومة دولة الكويت فيما يخص الوقاية من وباء كوفيد- 19، أطلقت stc حملة داخلية «لا تجامل» لنشر الوعي بين الموظفين بعد عودتهم من الحظر الكلي لضمان سلامتهم باعتبارها من أولويات الشركة. علاوة على ذلك, تم تخصيص قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة في هذا التقرير ليشمل جهود الشركة في تلك المجالات المختلفة.

شكر وتقدير

وبالنيابة عن مجلس إدارة stc، أود أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وحكومته الموقرة، أسمى آيات الشكر والعرفان على دعمهم المتواصل لقطاع الاتصالات الذي يضع وطننا الغالي الكويت على خارطة الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الاتصالات.

هذا وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع أفراد عائلة stc على جهودهم وتفانيهم بالعمل وتضحياتهم الكبيرة خلال عام 2020 في ظل التحديات التي شهدناها. كما أود ان أسلط الضوء على حماسهم المتواصل وتفانيهم في الحفاظ على نجاح stc في أوقات شهدت تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وأتقدم بشكر خاص لعملائنا الأوفياء على ثقتهم المستمرة في stc والتي تحفزنا على تقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة. كما أتقدم بخالص التقدير والعرفان لمساهمينا الكرام على دعمهم المتواصل وثقتهم بنا. حيث أننا على يقين بأن هذا الالتزام كان له دوراً فعالاً في تمكين stc من مواصلة مسيرتها الناجحة نحو النمو على مدار السنوات الماضية.

المهندس/ مزيد بن ناصر الحربي

الرئيس التنفيذي

حضرات السادة المساهمين

حققت شركة الاتصالات الكويتية (stc) العديد من الإنجازات في عام 2020 على الرغم من الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها معظم القطاعات في الكويت وجميع أنحاء العالم والتي أدت إلى تحول جذري في نوعية الخدمات واستراتيجية الأعمال الحالية والمستقبلية نظرًا للانتشار السريع لكوفيد-19 وفرض القيود على الحركة والذي أثر بشكل سلبي على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية، والذي بدوره أدى الى انتقال كلي من نظام الأعمال التقليدية إلى رقمنة الأعمال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى استمرارية أعمال الشركات عن بعد والذي ينتج عنه المزيد من استخدام البيانات والاعتماد بشكل كبير على قدرات شركات الاتصالات من خلال الخدمات والحلول الرقمية التي يمكن أن تقدمها شركات الاتصالات للأفراد وقطاع الأعمال على حد سواء من خلال توفير المرونة لاستمرارية الأعمال والعمل من المنزل، والدراسة مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات الطبية والمالية والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات الأساسية.

استراتجية الشركة في مواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأحداث غير المتوقعة، شكلت الشركة في بداية الأزمة فريق عمل متخصص للتعامل مع الجائحة بهدف وضع خطة لاستمرارية الأعمال وتبني مبادرات جديدة بحسب ما فرضته الجائحة والتدابير الوطنية لمكافحة تفشي الفيروس. ومن خلال هذا الفريق تم تكليف جميع قطاعات الشركة بوضع خطط مفصلة لاستمرارية اعمالها الإدارية ورصد الأعمال اللوجستية المطلوبة لضمان استمرارية العمل والخدمات المقدمة لعملائها والحد من التأثير الاقتصادي للأزمة على عمل الشركة مع ضمان سلامة الموظفين والعملاء. وقد اتخذت الشركة خطوات مهمة مع بداية الأزمة وذلك لضمان استمرارية تقديم كامل الخدمات لكافة عملاء الشركة خلال الحظر الكلي أو الجزئي، وتطبيق خطتي العمل من المنزل والعودة الآمنة للعمل، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية التحول الرقمي وإثراء تجربة العملاء. كما حرصت stc على حماية مركزها المالي وحقوق مساهميها من خلال إدارة التدفقات النقدية ومراقبة عمليات التحصيل بشكل مكثف، بالتزامن مع تفعيل خطة تقليص المصاريف لدعم هوامش الربحية لعام 2020 .

اعتمدت stc بشكل كبير في عام 2020 على البنية التحتية التي تمتلكها والتي تعد الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بخدمات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G التي تشكل حجر الأساس في عمليات التوسع في ظل الأزمة التي نعيشها، لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتي تشمل الخدمات الترفيهية والرقمية، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض للخدمات الثابتة والمتنقلة بسرعات عالية وقدرة استجابة فائقة، ومتطلبات قطاع الأعمال المتعلقة بالتفاعل المؤسسي والتعليمي عبر الإنترنت بأعلى جودة وكفاءة ممكنة.

كما أثبتت stc قدرتها على تخطي التحديات والمخاطر المحتملة لتمكنها من مواكبة الأعمال التشغيلية وفتح أبوابها في سبيل خدمة العملاء في هذه الظروف حيث تمركزت stc في الصفوف الأولى من ضمن القطاعات الخاصة وذلك بفضل الجهود الكبيرة وتفاني موظفي stc الذين برهنوا على إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة المخاطر الصحية جراء انتشار وباء كورونا، والذي نتج عنه استمرار الشركة في تقديم خدماتها للعملاء بنفس معايير الجودة رغم تزايد الطلب وتحول التواصل مع العميل إلى المنصات الرقمية والتوصيل للعملاء.

اقتناص فرص الأعمال

والجدير بالذكر، شهد عام 2020 عدة مبادرات لتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المؤسساتية مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة من خلال النجاح الكبير لمشروع التكامل مع الشركة التابعة solutions by stc والتي مكنتنا من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني والحلول المعلوماتية المتطورة والتي تستهدف جميع القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية من خلال تصميم باقات من الخدمات المتكاملة بأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة. من جهتها، عملت stc جاهدة وبشكل كبير على اقتناص فرص الأعمال وقد حققت نمواً ملحوظاً في أعمالها التشغيلية التي تستهدف العملاء من الشركات والجهات الحكومية.

الآثار السلبية على قطاع الأفراد

من جهة أخرى، كان لهذه الأزمة تبعات سلبية على قطاع الاتصالات وتحديداً بعض الأنشطة التي تستهدف خدمات الأفراد والتي تأثرت بشكل كبير بفعل الإغلاق العام في البلاد وتوقف حركة الطيران في معظم دول العالم حيث تراجعت إيرادات حزم التجوال بشكل شبه كلي نتيجة وقف الرحلات الجوية والعزوف عن السفر خلال عام 2020، إضافةً إلى انخفاض إيرادات مبيعات الأجهزة وملحقاتها بسبب إغلاق المراكز التجارية ومبيعات التجزئة وتراجع إنتاج الأجهزة المتنقلة ومعدات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جراء تأثر الدول المنتجة والموردة خلال تلك الفترة، هذا إلى جانب تعليق الاستيراد والتصدير. إلا أن استراتيجية stc أثبتت مرونتها في التكيف مع واقع الأداء التشغيلي الصعب من خلال تلبية جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء من أفراد ومؤسسات خاصة وحكومية بأعلى كفاءة ممكنة. إن تمركز stc ضمن أفضل الشركات في الكويت والمنطقة في قطاع يعتبر من أكثر القطاعات الدفاعية من الناحية التشغيلية والمالية تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مستوى العالم يعطينا حافز كبير على المضي قدماً في توسعة الأعمال وتحقيق أفضل النتائج على الصعيد التشغيلي والمالي.

الأداء المالي في عام 2020

بالرغم من تبعات الأزمة والمنافسة القوية في سوق الاتصالات الكويتي، تمكنت stc من تحقيق نتائج مالية جيدة تلبي طموحات مساهمي الشركة في ظل أوضاع غير مستقرة وغير مسبوقة حيث بلغت إيرادات الشركة 283.2 مليون دينار كويتي في عام 2020، مقارنةً مع 293.7 مليون دينار كويتي في العام السابق، ويعود سبب هذا التراجع إلى إجراءات الحظر الكلي والجزئي في دولة الكويت المفروضة بسبب جائحة وباء كورونا، والذي أسفر عنه انخفاضاً في إيرادات مبيعات قطاع الأفراد، إلى جانب التراجع الكبير وبشكل شبه كلي لإيرادات خدمات التجوال نتيجة إغلاق وتعليق رحلات السفر في معظم مطارات العالم، بالإضافة إلى التراجع الذي نتج عن المساهمة الاجتماعية التي نفتخر بها، حيث قامت stc بتزويد عملائها بمكالمات محلية مجانية غير محدودة لجميع شبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى باقة إنترنت بسعة 5 جيجابايت يومياً ابتداءً من 22 مارس 2020 وحتى 20 أبريل 2020 وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) دعماً للمجتمع الكويتي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي المقابل شهد قطاع مبيعات الأعمال والشركات نمو في حجم الإيرادات نتجية الحاجة والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والمعلوماتية.

من جهة أخرى، بلغ الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 73.4 مليون دينار كويتي في عام 2020. كما وصل هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى 26% خلال عام 2020. وبالتالي، أثمرت هذه النتائج عن تحقيق صافي ربح بلغ 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلساً) وبهامش ربحية 11%.

كما عمدت الشركة على هيكلة النفقات الرأسمالية والتشغيلية، لاسيما بعد الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية الحالية لضمان سيولة التدفقات النقدية في ظل الظروف الراهنة، وقد حققت الشركة هذه النتائج على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث استطاعت stc أن تحقق مستويات جيدة في الإيرادات بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لخلق قيمة مضافة لعملائها وعوائد أفضل لمساهميها”. كما عكست النتائج المالية لشركة stc خلال عام 2020، قدرتها على المنافسة وتعزيز مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية بلغت حوالي 35%, هذا وقد بلغت قاعدة عملاء الشركة 1.9 مليون عميل في نهاية عام 2020.

خطط stc المستقبلية

عقب الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، فقد التمست جميع المؤسسات في المنطقة والكويت الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وتركزت خطط stc المستقبلية من خلال استراتيجيتها AHEAD على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تحرص stc دوماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها. ومن أبرز ما تتطلع إليه stc في المستقبل هو تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية والتقليدية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركة solutions by stc في الكويت والمملوكة بالكامل من stc. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc الحالي إلى توفير حزمة واسعة من الخدمات والحلول التي تستند على قوة البنية التحتية وشبكة الجيل الخامس 5G المبتكرة والتي تمتلكها stc لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في دولة الكويت وذلك لمواجهة الآثار التي سوف تنتج عن استمرار الأزمة الحالية في عام 2021.

دور الجهات الحكومية والتنظيمية في دعم قطاع الاتصالات

في ظل الظروف والتطورات الراهنة، تكمن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي حيث بدأت الحكومات في مختلف الدول والمنطقة من استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية. كما أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممراً ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها القطاع الخاص من شركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة والتي تعزز رؤية “الكويت 2035” لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري. كما أود أن أثني على الدور الإيجابي والتنظيمي الذي تقوم به الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت، والذي كان داعماً لجعل قطاع الاتصالات الكويتي يحتل مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي.

التنمية البشرية

حرصت stc خلال عام 2020 على الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية قدرات موظفيها للتكيف مع جميع الظروف التي شهدناها وخصوصا من خلال تطبيق خطة العمل عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة ومن دون أي تأثير على الأنشطة الإدارية والتشغيلية للشركة مما يتوافق مع تحقيق استراتيجية الشركة لمواجهة التحديات المستقبلية. لذلك يعد استثمارنا في القوى العاملة هو أحد العناصر الأساسية لخطة عمل stc، حيث نحرص على الالتزام بدعم برنامج إحلال العمالة الكويتية “التكويت” باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجيتنا في مجال الموارد البشرية. ففي نهاية عام 2020، بلغت القوى العاملة الكويتية في stc نسبة 64% من إجمالي موظفي الشركة. كما نسعى دائماً لتطوير ورفع كفاءة وقدرة الكوادر البشرية في الشركة من خلال الدورات التدريبية ونشر المعرفة لتشجيع موظفينا على تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستوى خبراتهم.

شكر و تقدير

وختاماً، يسرني أن أعرب عن امتناني وأن أتقدم بجزيل الشكر لعملائنا الكرام على ولائهم وثقتهم في، stc الأمر الذي مكننا من تحقيق هذه النتائج على الرغم من الأوقات العصيبة التي واجهناها بسبب أزمة كوفيد-19. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأفراد أسرة stc وشركائنا على مساهمتهم من خلال العمل الجماعي المتميز في تحقيق هذا الأداء التشغيلي اللافت ونجاح الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة وغير المسبوقة وذلك من خلال تعاونهم، وحماسهم، وتفانيهم الكامل ودعمهم المستمر. وقد أثمر هذا في أن تصبح stc الآن في طليعة الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات الرقمية الأكثر ابتكاراً. فمن خلال دعمكم وإنتاجيتنا في تنفيذ استراتيجية الشركة الجديدة وخطة التحول والأنشطة الاستثمارية، إننا على ثقة بأن stc ستتمكن من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المستقبلية.

السيد/ محمد بن عبدالمحسن العساف

الرئيس التنفيذي للقطاع المالي

نظرة عامة

تمكنت stc من الحفاظ على تلبية التدفقات النقدية للشركة من خلال استثماراتها المستمرة في مجالات العمل الرئيسية على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي نجمت عن الأزمة العالمية الحالية بسبب وباء كوفيد- 19. كما ساعد المركز المالي الذي تتمتع به stc وملاءتها المالية على استجابتها السريعة للتغيرات الاقتصادية فضلاً عن بناء الاحتياطيات المالية اللازمة لمواجهة المخاطر غير المتوقعة بهدف دعم خطط الطوارئ التي تضعها الشركة للوقاية من الصدمات الخارجية التي قد تواجهها. في حين عمدت stc في ظل الظروف الحرجة وأثناء فترة العمل عن بعد على تحديد مجالات عملها الرئيسية وقدراتها ونقاط القوة المستقبلية المنشودة لتنفيذ أعمالها الإدارية والتشغيلية بالإضافة إلى تحقيق النتائج المالية المرجوة.
حرصت stc على استمراريتها في تقديم عروض متقاربة بالإضافة الى تنفيذ استراتيجية الشركة التي تم تحديثها خلال عام 2020 لتتلاءم مع المستجدات التي خلفتها أزمة كورونا. ففي حين كشفت هذه الأزمة عن ضعف البنية التحتية الرقمية لمعظم الشركات وخصوصاً الشركات المتوسطة لمواجهة التداعيات الناتجة عنها، أثبتت stc على تمتعها بقدرات مكنتها من توفير حزمة واسعة من الخدمات الرقمية والسحابية والمعلوماتية للوصول إلى أفضل منظومة عمل آمنة وبأعلى كفاءة تقنية وتشغيلية ممكنة، والتي مكنتها من جهة أخرى في الحفاظ على مرونتها المالية والتشغيلية في ظل الظروف الاستثنائية التي طغت على السوق والوضع الاقتصادي بشكل عام.
نجحت stc في اقتناص الفرص التي نتجت عن الأزمة الحالية جراء الطلب المتزايد على حلول الأعمال وخدمات الرقمنة من خلال زيادة استثماراتها في خدمات البيانات مستندةً بذلك على شبكة الجيل الخامس 5G. ونتيجة لذلك, رأت الشركة في هذا الحدث فرصة ثمينة لزيادة كفاءة تكاليفها المتزامنة مع الاستثمار في فرص النمو المتاحة من خلال تنفيذ مبادرات استراتيجية لإدارة التكاليف مع توسيع جهودها فيما يخص مجال الرقمنة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين مزودي الخدمات والحلول الرقمية, تمكنت stc من خلال نموذج أعمالها التشغيلي المرن من الاستفادة من الفرص الجديدة الناتجة عن الطلب المتزايد والواسع النطاق على الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك, نجحت stc في جني ثمار الاقتصاد الرقمي الجديد مستفيدة من إنجازاتها على مدى السنوات الماضية فيما يتعلق بتبني استراتيجية التحول الرقمي وتقديم حلول تكنولوجية متكاملة لعملائها الأفراد منهم والمؤسسات، متمثلة بمجالات جديدة للنمو المستدام.

أداء مالي ملموس خلال أزمة غير مسبوقة

أدى الغموض الحاصل في بيئة الأسواق المالية العالمية وتذبذب الأعمال التشغيلية خلال فترة الحظر إلى صعوبة الحفاظ على دوران العجلة المالية لدى معظم الشركات من مختلف القطاعات. وعلى الرغم من ذلك, تمكنت stc في الحفاظ على قوة مركزها وأدائها المالي خلال عام 2020 والتي انعكست على تحقيقها مستويات جيدة في الإيرادات، والدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وهامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصافي الربح.

خلال عام 2020، حققت stc نتائج مالية تلبي طموحات المساهمين في ظل هذه الأزمة، حيث ساهم الطلب المتزايد على خدمات البيانات والمنصات الرقمية، وخاصة من قطاع الأعمال في تحقيق إيرادات بلغت 283.2 مليون دينار كويتي للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020. كما كان للجهود الاستثنائية التي بذلها موظفي الشركة الأثر الكبير في تعزيز كفاءة أعمالها وجهودها الرامية إلى التعويض عن الأثار السلبية لوباء كوفيد- 19، بالإضافة إلى وضع سياسات مالية متزنة من شأنها خفض الإنفاق التشغيلي خلال عام 2020 والتي مكنت الشركة من تحقيق مستوى جيد من الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء حيث بلغ 73.4 مليون دينار كويتي والذي أدى إلى تحقيق هامش الدخل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 26%. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الربح 32.1 مليون دينار كويتي (ربحية السهم 64 فلس) بهامش صافي الربح 11%.

وسعت stc عروضها المتعلقة بمنتجات وخدمات الجيل الخامس 5G بشكل كبير, بالاعتماد على استثماراتها السابقة والمستمرة في هذا المجال. وبالتالي, بلغت إجمالي النفقات الرأسمالية 26.2 مليون دينار كويتي أو ما يمثل 9% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2020، مقارنة ب 58.5 مليون دينار كويتي، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات خلال عام 2019. ومن ناحية أخرى, بلغت إجمالي أصول الشركة في عام 2020، 374.2 مليون دينار كويتي. بالإضافة إلى ذلك, تم تسجيل نمو في إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.2% حيث بلغت 222.2 مليون دينار كويتي بقيمة دفترية وصلت إلى 445 فلساً كويتياً للسهم كما في 31 ديسمبر 2020. ومن الجدير بالذكر، أن إحدى المزايا التنافسية التي تتمتع بها stc هي امتلاك ملاءة مالية قوية ومتميزة بين نظرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية x0.05 في نهاية عام 2020, والتي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط السائد في هذا القطاع.

الاستراتيجية المالية

على مدار هذا العام، تميزت stc بكونها سباقة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تم تقييمها باستخدام آلية تسعير مناسبة والتي تلبي احتياجات العملاء بالإضافة إلى الحفاظ على هوامش ربحية عند مستويات مقبولة والتي تمكن الشركة من اكتساب ميزة تنافسية للحفاظ على مركزها القيادي في سوق الاتصالات الكويتي. تسعى stc جاهدة، من خلال أعمال وجهود فرق العمل الاستثنائية خلال هذه الفترة التاريخية غير المسبوقة، إلى تقديم خدمات ومنتجات تفوق توقعات العملاء في غضون الظروف الاقتصادية والسوقية الحرجة كما في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

وجهت stc مواردها المالية على مدار السنة المالية 2020 فيما يحقق رؤية الشركة ورسالتها وقيمها من خلال الاستثمار في موظفيها وتقنياتها وعملياتها التشغيلية وتنمية قدراتها الداخلية. كما قدمت stc أيضاَ دعمها في عدد من المبادرات بالتعاون مع الهيئات الحكومية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة كوفيد- 19 على المجتمع المحلي. هذا واستمرت stc بالتركيز على بناء استراتيجيتها المالية الذكية القائمة على الاستثمارات التي تعود بالفائدة على أعمال الشركة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تمكين التحول الرقمي وتلبية احتياجات العملاء، بالإضافة إلى وضع أطر منظمة لترشيد التكاليف والذين من شأنهما تحقيق أهداف الشركة التشغيلية والمالية.

لم يمنع العمل عن بُعد stc من قياس أدائها المالي ومقارنته بمؤشرات الأداء الرئيسية، من خلال آلية تحليل ما بعد التنفيذ التي أنشأناها في عام 2019. إذ نفخر في stc بكوننا ضمن الشركات القليلة التي نجحت في السيطرة على الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الحالية مع تعزيز كفاءتنا التشغيلية خلال مثل هذا الحدث غير المسبوق.

المضي قدماً

في حين مكن استحواذنا على solutions by stc من تقديم قيمة أفضل لعملائنا ومساهمينا بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإننا نسعى، في المستقبل القريب، إلى البحث عن فرص استراتيجية مماثلة في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي تسهم في خلق قيمة مضافة لأعمال وتطلعات الشركة المستقبلية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها القيادية في سوق الاتصالات الكويتي، ستواصل stc بالاستثمار في مواردها البشرية وعملياتها الداخلية و أحدث التطورات التقنية كوسيلة لرفع كفاءة الشركة وتعزيز أنشطتها الأساسية.

وفي نظرة مستقبلية، تهدف stc إلى وضع خطط إنفاق حكيمة والتي تتضمن توسعات الأعمال من خلال زيادة الاستثمار في المنصات الرقمية وإنشاء شراكات استراتيجية مع مقدمي الخدمات الرقمية والإنفاق على عمليات البحث والتطوير بهدف توفير أفضل الخدمات لعملائها من الأفراد والشركات.